فلما احست يتمها

[Ibn Al-Shahid]

-----------------------------------------------------------------

حَـكَم  الآلـهُ بما جَرى في مسلمٍ      واللهُ  لـيـسَ لـحـكمهِ تَـبديلُ
خـذلوا وانـقلبوا الـى ابن سمية      وعـن  ابـن فـاطمةٍ يزيد بديلُ
آوتـهُ طـوعةُ مُـذ أتاها والعِدى      مِـنْ  حَـوله عَـدواً عليهِ تَجولُ
فـأحسَّ  مـنها ابـنُها بـدخولها      فـي  الـبيت أنَّ البيتَ فيه دخيلُ
فـمضى إلى ابن زياد يسرعُ قائلاً      بُـشرى الأمـيرِ فـتى نماه عقيلُ
فـدعى  الـدعي جيوشَّه فتحزّبت      يـقفوا عـلى أثـر الـقبيل قبيلُ
وأتـت إلـيه فغاصَ في أوساطها      حـتّى  تَـفَلَلَ عـرضها والطّولُ
فـكـأنه اسـدٌ لـدجوع شـبوله      فـي الـغيل أفـلته عـليها الغيلُ
يَـسطُ بـصارمه الـسقيل كـأنه      بِـطُلَ الأعـادي حَـدُهُ مـسقول
حـتى  هـوى بحفيرة صنعت له      أهـوت عـليه اسـنة ونـصولُ
فـاسـتخرجوهُ مـثخناً بـجراحِهِ      والـجسمُ  مـن نزف الدّماء ثقيلُ
سـل ما جرى جملاً ودع تفصيله      فـقليلة  لـم يـحصه الـتَّفصيلُ
قـتلوهُ ثـمَ رمـوهُ من أعلى البِنا      وعـلى الـثّرى سحبوهُ وهو قتيلُ

ربـطوا بـرجليه الـحبال ومثلو      فـيه  فـليت أصـابني الـتمثيلُ
مُذ فاجئ الناعي الحسينَ علت علا      فـقـدان  مـسلم رنـة وعـويلُ
ولـه  ابـنة مسحَ الحسينُ برأسها      والـيتمُ مـسحُ الـرأسِ فيه دليلُ
لـمَّا  أحـسَّت يتمها صرخت ألا      يـا والـدي حـزني عليك طويلُ
قـال الـحسين أمـا زعـيمٌ بعدهُ      لا  تـحزني وأبـوٌ لـك وكـفيلُ
قـد  مـات والـدها فأملت البقاء      فـي الـعم لـكن فـاتها المأمولُ

كــل مـسـلم الـمسلم يـحكله      دمـعـه  عـلى امـصابه يـهله
عـزيز  ولـشاف ابـعمره ذلـه      وحــاز الـمجد والـفخر كـله
وبـالـمرجله  الـكوفه اشـهدتله      وظـلـت الـيوم الـحشر مـثله
لــجـن مـنـيـته كـربـتله      وصـار  اعـلى يـد كوفان جتله
ويـنـه الـيـصل عـمه يـكله      يـومـك تــره هــذا مـحله
خــل يـسرع ومـرهفه يـسله      مــن  احـبال وبـلجت يـحله
يـومـك  يـمسلم مـاكوا مـثله

عـاده الـيستجير ايـكون ينجار      عـن جـتله حليف الشرف ينجار
مـثل مـسلم صدك بالحبل ينجار      تـتلومس  ابـجتله اعـلوج اميه

Edited October 14, 2016 by Ibn Al-Shahid